النسبة والتناسب في العمارة
أما في العمارة : فالنسب هو تناسق أبعاد التكوين المعماري والمفردات التكوينية بعضها ببعض وبين كل منها والتكوين ككل. ترتبط النسب بالجوانب الوظيفية والجمالية والإنشائية للمنشأة المعمارية كما تساعد على اظهار الطابع المعماري المحدد للمبنى وبنيته التكوينية. التناسب في العمارة: عملية تهدف إلى ضبط وموازنة التكوين المعماري وفق مبدأ محدد إن المصمم المعماري عادة لا يتمكن في بداية التفاعل التصميمي من ضبط تناسب الأشكال بشكل مباشر حيث يعالج في البداية المنطق التكويني العام بالاعتماد على خبرته وحسه الجمالي ويأتي تدقيق النسب وموازنة التكوين في مراحل متقدمة. لا يمكن الجزم بأن نسبة ما هي نسبة جميلة ومتناسقة بشكل دائم حيث يمكن أن تكون نسبة ما رشيقة ومقبولة في مكان وغير مقبولة في موضع آخر وعليه فإن الكثير من المصممين يعتمدون حين معالجة الأفكار التكوينية على مقدرتهم الحسية وذوقهم الفني للوصول إلى الأبعاد المطلوبة في حين أن البعض يلجئون إلى الطرق الرياضية والهندسية للتأكد من العلاقات وتصحيحها إذا اقتضت الضرورة ذلك. إن بعض الباحثين يبحثون عن قوانين و ناظمات التناسب في الطبيعة, في قامة الإنسان وشكله ,في الروائع المعمارية القديمة وغيرها
ومن هنا أدخل فتروفيوس مصطلح الوحدة النمطية في العمارة (موديول), أما عملاق عصر النهضة ليوناردو دافنشي فقد أعد جداولا عن العلاقات التناسبية الكلاسيكية بعد تحليله لمتوسط الجسم الإنساني ومقارنتها مع متوسط قامة الإنسان كما أشار إلى أن العلاقات الرياضية تساعد على اعطاء نسب جميلة لعناصر التكوين الفني
وقد أصبحت مواضيع النسب والتناسب محط اهتمام الباحثين والدارسين لاسيما المعماري الكبير لوكوربوزييه من خلال كتابه ونظامه القياسي (الموديولار)